كورت شنايدر (اعراض الفصام من الدرجة الأولى)

كورت شنايدر، طبيب نفسي ألماني، وُلِد في 7 يناير 1887. اشتهر بأبحاثه حول تشخيص وفهم الفصام، بالإضافة إلى دراسته لاضطرابات الشخصية والاعتلال النفسي. درس الطب في جامعتي هومبولت في برلين وتوبنغن، ثم خدم في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1931، أصبح مديرًا للمؤسسة الألمانية لأبحاث الطب النفسي في ميونخ، والتي أسسها سابقًا إميل كريبيلن.

وفي عام 1939، قدم شنايدر لأول مرة قائمة بأشكال الأعراض الذهانيه التي اعتقد أنها تميز بين الفُصام وبين أنواع الاضطرابات الذهانية الأخرى وأطلق عليها "الأعراض من الدرجة الأولى" او ما تسمى بـ "أعراض المرتبة الأولى لشنايدر" في دراسة موجهة للأطباء العامين والمهتمين بالطب النفسي.

 تم دمج هذه الأعراض في اختبارات تشخيصية مثل اختبار الحالة الحاضرة، ومعايير التشخيص البحثية، وDSM-III، مما جعلها جزءًا أساسيًا من تشخيص الفصام لعقود. وقد أدى ذلك إلى ظهور العديد من الدراسات والأبحاث التي تناولت هذه الأعراض من مختلف الجوانب. (( Kenneth& Aaron ,2019

 

لقد أكدنا على هذه الأعراض ذات الأهمية الأولى... وفقًا للترتيب الذي استعرضناها به، فهي: الأفكار المسموعة، والأصوات المسموعة وهي تتجادل، والأصوات المسموعة وهي تعلق على أفعال المرء؛ وتجربة التأثيرات التي تلعب على الجسم (تجارب السلبية الجسدية)؛ وسحب الأفكار والتدخلات الأخرى في الأفكار؛ وانتشار الفكر؛ والإدراك الوهمي وجميع المشاعر والدوافع (الدوافع) والأفعال الإرادية التي يختبرها المريض كعمل أو تأثير للآخرين. عندما تكون أي من طرق الخبرة موجودة بشكل لا يمكن إنكاره، ولا يمكن العثور على مرض جسدي أساسي، فإننا نقوم بالتشخيص السريري الحاسم للفصام. (Schneider,1959,p 132-134)

 

وكما ذكر Kenneth & Aaron, 2019)) جمع الباحثون المواد الببليوغرافية من كتابات سابقة حول الفصام والذهان الوهمي، وقاموا بفحص الكتب التي كتبها الأطباء بحثًا عن أعراض تتوافق مع تلك التي وصفها شنايدر. تمت مراجعة النصوص النفسية من عام 1810 إلى عام 1932، مع التركيز بشكل خاص على الأدب النفسي الألماني. حدد الباحثون 40 دراسة أو كتابًا من تلك الفترة قدمت أوصافًا واضحة للأعراض، ومن بين ماورد في النصوص المنشورة الآتي:

(الشيء الوحيد لمريض الماني في عام 1922) و (الأفكار لمريض من النمسا في عام 1914 ) ( الطائرات الورقية لمريض من المملكة المتحدة 1810)

ومن خلال النصوص الواردة والأدبيات السابقة استنتج ما يلي:

رغم عدم توفر بيانات دقيقة عن مدى تكرار تسجيل هذه الأعراض عبر الزمن، إلا أن أكثر من نصف الكتب النفسية بين عامي 1880 و1930 ذكرت هذه الأعراض. وهذا يشير إلى أنها كانت موثقة بشكل متكرر في الأدبيات النفسية خلال نصف القرن الذي سبق تعريف شنايدر الرسمي لها، لكنها لم تكن معتمدة أو معروفة عالميًا.

لم يكن هناك اسم موحد لهذه الأعراض عبر التاريخ، لكن أكثر التسميات شيوعًا كانت "الوكالة غير المرئية" و"اضطرابات الذات" وغالبًا ما ارتبطت بمفاهيم مثل الكهرباء، المغناطيسية، والتنويم المغناطيسي.

تغيرت الاضطرابات المرتبطة بهذه الأعراض بمرور الوقت. في القرن العشرين، ارتبطت بالفصام والخرف المبكر، بينما في القرن التاسع عشر، أُطلقت عليها أسماء مختلفة شملت معظم المتلازمات الذهانية غير العاطفية.

أخيرًا، لم تكن جميع الأعراض بنفس الشيوع. كانت السلبية الجسدية هي الأكثر توثيقًا، تليها إدخال وسحب الأفكار، ثم الأفعال المصطنعة.

السلبية الجسدية: فقدان الشخص السيطرة على جسده أو شعوره بأن هناك قوة خارجية تتحكم في أفعاله الجسدية أو تمنعه من القيام بها.

في تصنيف شنايدر لأعراض الفصام من الدرجة الأولى، تتجلى السلبية الجسدية في إحساس المريض بأن جسده ليس تحت إرادته، وأن هناك قوة خارجية تمنعه من الحركة، تجعله يتحرك رغمًا عنه، أو تتحكم في أفعاله بطريقة غير طبيعية. قد يصف المرضى هذه التجربة وكأنهم "دمى تُحرك من قِبَل قوة غير مرئية".

إدخال الأفكار: يشعر المريض بأن هناك أفكارًا غريبة تُزرع في عقله من قبل شخص أو قوة خارجية، أي أن هذه الأفكار ليست نابعة منه.

سحب الأفكار: يشعر المريض بأن أفكاره تُنتزع من عقله بواسطة قوة خارجية، وكأنه يُجبر على فقدانها دون أن يكون لديه تحكم في ذلك.

الأفعال المصطنعة: يشعر المريض بأن أفعاله ليست نابعة من إرادته، بل تُفرض عليه من قبل قوة خارجية. قد يقول مثلاً: "أنا لا أُحرك يدي، إنها تتحرك من تلقاء نفسها"، أو "شخص ما يجعلني أتصرف بهذه الطريقة". يشعر وكأن سلوكياته تُدار بواسطة شخص آخر أو آلية خفية.

هذه الأعراض تُعتبر من السمات المميزة للفصام، حيث يشعر المريض بفقدان السيطرة على أفكاره وأفعاله، وكأن هناك قوة خارجية تتلاعب به.

وللمزيد من المعلومات حول هذا الامر الرجوع للمراجع الأصلية

المراجع

ويكيبيديا. (12يناير،2023). كورت شنايدر. استرجع من قبل https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AA_%D8%B4%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D8%B1

 Schneider K.(1959). Clinical Psychopathology. New York: Grune & Stratton.

Kenneth, S. & Aaron, M.(2019). The Prehistory of Schneider’s First-Rank Symptoms: Texts From 1810 to 1932. National library of medicine. DOI: 10.1093/schbul/sbz047.