داروين وعلم نفس النمو
ولد تشارلز
روبرت داروين (1809-1882) في إنجلترا عام 1809. والدهُ هوَ الدكتور روبرت وارنج داروين،
وكان جَدُه «إراسموس داروين» عالماً ومؤلفاً. اما جَدُه من ناحية الأم يوشيا ويدجوود،
الذي أسس أكبر شركة لتصنيع الفخار في بريطانيا.
تشارلز
روبرت داروين هو عالم تاريخ طبيعي وأحيائي وجيولوجي بريطاني. اكتسب داروين شهرته كمؤسس
لنظرية التطور والتي تنص على أن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة.
يُعرف داروين بأنه مؤيد لنظرية التطور، لكنه كتب أيضًا العديد
من المقالات حول علم النفس، مما جعله أحد الشخصيات التي شكلت علم النفس الحديث.
لقد كتب
داروين مذكرات والتي يتحدث فيها عن مراقبة لطفله (ابنه الأكبر ويليام) - لمدة عام
تقريبا- لتفاصيل أفعال ابنه ولغة جسده واتصاله مع العالم حولة والمحيطين به.
ونشر
لاحقًا مذكرات طفل رضيع في العقل،
في السجلات
اليوميات للمذكرات تناول داروين وصف ابنه وصف دقيقا جدا من خلال كتاب احداث اليوم
والذي يحصل خلاله فبدايةً من الأيام
السبعة الأولى حيث كان الطفل يتجاوب من خلال السلوك
الانعكاسي وهي العطس، والفواق،
والتثاؤب، والتمدد، وبالطبع المص، والصراخ.
في غضون أسبوعين
أو ثلاثة أسابيع تمكن القيام ببعض المهارات؛ لكنه غالبًا ما كان يلمس أنفه أولاً بالشيء
ثم يسحبه إلى فمه.
"في اليوم التاسع والأربعين جذب انتباهه
شرابة زاهية الألوان، كما ظهر من ثبات عينيه وتوقف حركات ذراعيه. كان من المدهش مدى
بطء اكتسابه القدرة على متابعة أي شيء بعينيه"
وفي اليوم 124 أصبح يتعرف على مصادر الصوت المحيطة به وذلك من
خلال توجيه عينية إلى المصدر
وأشار داروين إلى ان الأطفال يفهمون
اللغة قبل نطقهم للكلمات
ونتيجة
لهذه الدراسة الذاتية التي قام بها داروين على طفله جعل العديد من الناس على سبيل المثال، بدأ ستانلي هول من الولايات
المتحدة دراسة الأطفال في الولايات المتحدة . كما كرس عالم وظائف الأعضاء الألماني
براير نفسه أيضًا للبحث القائم على الملاحظة، وقد سجل التاريخ عمله الرئيسي
كتاب "عقل الطفل" (1881) باعتباره الكتاب الذي بشر ببداية علم نفس الطفل.
وتشمل ملاحظاته مراقبة نفس الطفل على مدى فترات طويلة من الزمن، ومقارنة الأطفال المرضى
والمعوقين مع الأطفال الأصحاء، ومقارنة السلوك الحيواني مع السلوك البشري، ومطالبة
العديد من الأشخاص بالاحتفاظ بسجلات المراقبة. وقد بذلت جهود مختلفة، مثل جمع البيانات
عن الأطفال من ما يسمى بالدول المتخلفة ومقارنة الأطفال في ألمانيا.
في كتابه
"التعبير عن العواطف عند الإنسان والحيوان"
كان
كتاب التعبير عن العواطف عند الانسان والحيوان فصل في كتاب اصل الانسان The Descent of Man ولكن داروين ادرك ان هذا الفصل يستحق مكان
خاصاً فيه، وكان أحد الأدلة الرئيسية فيما هو يعتقد على انحدار البشر من الحيوانات.
كان داروين
على يقين من أن المشاعر الداخلية للإنسان والحيوان تتجلى ظاهريًا بطرق مماثلة. على
سبيل المثال، ففي كل من البشر والحيوانات، تزم الشفاه أثناء التركيز، ويؤدي الغضب إلى
تقلص عضلات العين وانكشاف الأسنان، بينما تتدلى الأفواه عند الاستماع باهتمام. كان
يعتقد أن مثل هذه التعبيرات لا بد أنها تطورت من خلال آليات تطورية مشتركة، وأنها كانت
"دليلًا حيًا يوميًا على أصلنا الحيواني".
في أواخر
ثلاثينيات القرن التاسع عشر كان لدى داروين تساؤلات حول مشاعر معينة، مثل الحزن والفرح
والخوف والشعور بالذنب: كيف نشأت هذه المشاعر؟ هل كانت غريزية بحتة أم مكتسبة بالتعلم
وثابتة بالعادة؟ هل لدى الحيوانات مشاعر وحركات وجه وإيماءات مماثلة؟
وللإجابة
على هذه التساؤلات بدا داروين ملاحظاته على الأطفال فكانت
اول مصدر
للمعلومات. "سجل داروين ملاحظاته عن أطفاله، بدءًا من ولادة ابنه، ويليام إيراسموس،
في ديسمبر من عام 1839. وتبع ذلك تسجيلات لأطفاله الآخرين، وتم الاحتفاظ بالسجل حتى
عام 1856. كما سجلت إيما، زوجة داروين، ملاحظاتها في نفس السجل. وخلص داروين إلى أن
حركات الوجه، والإيماءات الجسدية، والأصوات، وغيرها من التغيرات الفسيولوجية التي رافقت
المشاعر وعبّرت عنها كانت غريزية إلى حد كبير، وهي بقايا من التعديلات السلوكية التي
حدثت لدى أسلافنا من الحيوانات، والتي أعطت في الأصل ميزة تنافسية."
من
خلال ملاحظاته لأطفاله وللأطفال الأخرين وملاحظاته الحيوانات وصغارها كانت نتيجة
ذلك ان للحيوانات وسائل تعبيرية خاصة وللإنسان كذلك وبعضها هذه التعبيرات تكون
مشتركة بين الانسان والحيوان.
قام داروين
بدمج بعض المعلومات التي جمعها على مدى ما يقرب من أربعة عقود في كتابه, واستخدام الصور
الفوتوغرافية لتوضيح التعبيرات المختلفة عن المشاعر. اعتمد داروين على تقنية ميكانيكية
ضوئية جديدة تُعرف باسم النمط الشمسي، التي ابتكرها إرنست إدواردز، لجعل الطباعة الجماعية
للصور الفوتوغرافية ممكنة.
في كل ما سبق ذكره أكد داروين ان
خلال مراحل نمو الانسان فانه يتشابه مع الحيوانات بشكل او بأخر سوا في المشاعر او
التعبيرات
Darwin, C.
(1877). A Biographical Sketch of an Infant. Retrieved from Classics in
the History of Psychology: https://psychclassics.yorku.ca/Darwin/infant.htm
The Expression of the Emotions in man and animals. (1872). London: >>>.
wikipedia. (4 march, 2024). Charles Darwin. تم الاسترداد من wikipedia: https://en.wikipedia.org/wiki/Charles_Darwin