لماذا يبدو الوقت أطول أو أقصر؟

وفاء عبدالله
الصفحة الرئيسية

 

لماذا يبدو الوقت أطول أو أقصر؟

 

لماذا يبدو الوقت أطول أو أقصر؟

لماذا بعض الأوقات تكون طويلة وأخرى قصيرة؟ لماذا يختلف الافراد في إدراكهم للوقت؟

دراسة إدراك الوقت أو الاستقبال الزمني هي مجال يهتم بفهم كيفية تقدير الأفراد لمرور الزمن وتفاعلهم معه. يشمل هذا المجال دراسة العوامل المؤثرة في تجربة الفرد للوقت، مثل تأثير العوامل النفسية، والاجتماعية، والثقافية على إدراك الفرد للوقت.

كيف ندرك الوقت؟

إن إدراكنا للوقت هو عملية معقدة تتضمن عمل مناطق مختلفة من الدماغ معًا. ألقت الدراسات الحديثة الضوء على الآليات العصبية الكامنة وراء إدراك الوقت. إحدى المناطق ذات الاهتمام الخاص هي قشرة الفص الجبهي، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تقدير الوقت وعمليات الانتباه. بالإضافة إلى ذلك، تشارك العقد القاعدية والمخيخ في إدراك الوقت، مما يساهم في قدرتنا على مزامنة الأنشطة الحركية مع الأحداث الخارجية.

لماذا بعض الأوقات طويلة وأخرى قصيرة؟

قد تمر الأوقات الممتعة في غمضة عين، لكن الأوقات المملة قد تبدو وكأنها إلى الأبد. على الرغم من أن طول الوقت هو نفسه، لماذا يبدو أطول أو أقصر؟

إن الأوقات الممتعة تمر بسرعة، لكن الأوقات المملة تدوم. أنا متأكدة من أن الجميع قد مروا بتجربة الشعور هذه. واعتقد أن العامل الرئيسي الذي يسبب هذا الإحساس هو الاهتمام بمرور الوقت. كلما ركزت انتباهك في كثير من الأحيان على مرور الوقت، كلما بدا الوقت أطول. وعلى العكس من ذلك، عندما لا نركز انتباهنا على مرور الوقت بشكل غير متكرر أو عندما يركز انتباهنا على شيء آخر غير مرور الوقت، يبدو الوقت أقصر.

ومن الصعب جعل الوقت الممتع يدوم لفترة أطول من خلال التلاعب بعامل الانتباه هذا لمرور الوقت. عندما تفعل شيئًا ممتعًا، إذا حاولت الانتباه إلى مرور الوقت لتجعله يبدو أطول، فسينتهي بك الأمر بعدم القدرة على التركيز على الشيء الممتع.

يمكن أيضا ان يكون عامل التمثيل الغذائي الجسدي كعامل يؤثر على طول الوقت الذي تشعر فيه. حتى لو كان طول الوقت هو نفسه، فستشعر بأنه أطول عندما يكون التمثيل الغذائي نشطًا، وأقصر عندما يكون التمثيل الغذائي بطيئًا. وهذا قد يقودنا إلى التساؤل، هل يؤثر التمثيل الغذائي لدينا على إدراكنا للوقت؟

يبدو انه لا يوجد دراسات محددة تثبت بشكل قطعي أن التمثيل الغذائي يؤثر على إدراكنا للوقت. ومع ذلك، هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن بعض الأطعمة قد تؤثر على مزاجنا وطاقتنا، مما قد يؤثر بدوره على قدرتنا على إدراك الوقت بشكل غير مباشر.

يمكن الرجوع إلى هذه المقالة للقراءة بشكل اكبر حول التمثيل الغذائي

https://www.nature.com/scitable/blog/accumulating-glitches/metabolism_and_body_size_influence/

 

لماذا يختلف الافراد في إدراكهم للوقت؟

(الغمض لمدة خمس دقائق دون وسائل توقيت)

عندما كنت أتأمل، تذكرت تجربة أجرتها أستاذة بالجامعة عندما كنت أتلقى دروس في علم النفس الفسيولوجي. كانت الأستاذة تقوم بتجربة مثيرة للاهتمام أمامنا في قاعة المحاضرة. جاءت بمجموعة من الطالبات وطلبت منهن أن يغمضن أعينهن لمدة خمس دقائق، دون أي وسيلة للتوقيت. بمعنى آخر، لم يكن هناك منبه على الجوال، ولا مسجل، ولا حتى عداد زمني يمكنهن مراقبته.

كان عليهن الاعتماد فقط على حاسة الشعور والإحساس الخاصة بهن. وكانت النتيجة مدهشة، حيث كان اختلاف الطالبات في تقدير مرور الوقت واضحًا للغاية. بعضهن شعرن أن الخمس دقائق قد مرت بسرعة، ولم يمض إلا دقيقة أو دقيقتين حتى شعرن بأن الزمن قد انتهى. بينما شعرن أخريات بأن الوقت تجاوز الخمس دقائق ووصل إلى ست دقائق، وهو شعور خاطئ بالطبع.

هذه التجربة تبرز مدى تأثير العوامل النفسية على تقدير الزمن، وكيف يمكن للعقل والشعور أن يلعبا دورًا حاسمًا في تلك العملية. فقد تظهر الخبرة والتركيز وحالة الانفعال والاسترخاء تأثيرًا كبيرًا على تقديرنا لمرور الزمن.

قمت انا بإعادة التجربة على نفسي في لحظات التأمل وكانت النتيجة متابين رغم اجرئي لنفس التجربة كل يوم.

وهذا يذكرني بأحد التمارين الرياضية الذي يرون فيه ان الدقيقة فيه هيا طويلة جدا وتمر ببطيء شديد هو تمرين بلانك - هو تمرين من تمارين القوة - إن شعور الشخص وإدراكه لهذه الدقيقة تختلف كثيرا عن الافراد الاخرين وخصوصا الرياضيين الذي يقومون كثيرا بإجراء هذا التمرين.

إن الافراد يختلفون فيما بينهم بطرق عديدة فالاختلاف الاجتماعي والثقافي والبيئة التي يعيشون فيها وكذلك اختلافاهم في الشخصيات والأفكار والعمر واستجاباتهم وهم كذلك يختلفون في العمليات العقلية مثل الانتباه والتذكر والادراك. والسؤال هنا ماهي اهم العوامل التي تؤثر على إدراك الشخص للوقت؟ ولكن قبل ذلك نتعرف على مصطلح في بالغ الأهمية وهو

 الزمن الشخصي(الفردي ) هو الطريقة التي يدرك بها الشخص الزمن في مختلف المجالات وذلك تحت تأثير الحالة النفسية التي يكون عليها ففي بعض الأحيان يمر بسرعه او العكس كما قد لا يتم الإحساس به في أحيان أخرى, كما يتدخل كم يتدخل السن في مدرى إدراكنا للوقت فكلما تقدم العمر زاد إحساسنا بمداهمة الوقت (عياد، 2007)

العوامل التي توثر على ادراك الشخص للوقت ؟


التغيرات مع العمر

دراسات وأبحاث بياجيه على الأطفال فقط أوضحت أن الأطفال يقيمون الوقت بناءً على الأنشطة التي يقومون بها والجهد الذي يبذلونه، وعندما يكون هناك المزيد من الأنشطة، في نظر الطفل، يكون الوقت المقابل أكثر. فإذا طلبنا من الطفل أن يتحرك لفترة من الزمن، لنقل خمس دقائق مثلاً، مع إعطائه قطعة صغيرة من الخشب لنقلها من مكان إلى آخر، ثم لنفس المدة الزمنية يقوم أيضاً بتحريك قطعة صغيرة من صفيحة الفولاذ  ثم نسأله أي فترة أطول، فأجاب أن صفائح الفولاذ والحديد لها أطول فترة. (غنيم، 1977)

اثار الأدوية على إدراك الوقت

بعض الأدوية التي قد تؤثر على إدراك المريض للوقت هي الأدوية النفسية مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات. تأثيرات جانبية أخرى قد تؤثر على الوقت تشمل الأدوية المضادة للصرع وبعض أدوية الضغط.

 

المخدرات

في دراسة عام 2022، تم اكتشاف أن تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والإكستاسي والقنب يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في مرور الوقت. وفقًا لتقارير المشاركين، كانت هذه التشوهات جزءًا ممتعًا من تجربة تعاطي المخدرات. بينما يسرع بعض المخدرات مثل الحشيش إحساسنا بتمدد الزمن، يمكن للمنشطات مثل الكافيين والأمفيتامينات أن تجعلنا نبالغ في تقدير الفترات الزمنية. على الجانب الآخر، يمكن للمخدرات مثل الباربيتورات وأكسيد النيتروز أن تؤثر سلبًا على إدراكنا للوقت

الاستجابات العاطفية

 إن الاستجابات العاطفية التي تنشأ من ما نشاهده أو نسمعه تؤثر بشكل كبير على إدراكنا للوقت. فعندما نكون مشغولين بالشعور بالحزن أو الفرح أو القلق، قد نفقد الوعي بالوقت ونشعر بأن الزمن يمر ببطء أو بسرعة

الخوف

الأفراد الذين يتعرضون لأحداث مفاجئة أو مفاجئة، حقيقية أو متخيلة (على سبيل المثال، مشاهدة جريمة، أو الاعتقاد بأن الشخص يرى شبحًا)، قد يبالغون في تقدير مدة الحدث (Radford & Frazier, 2017)

الاكتئاب

قد يزيد الاكتئاب من قدرة المرء على إدراك الوقت بدقة. قامت إحدى الدراسات بتقييم هذا المفهوم من خلال مطالبة الأشخاص بتقدير مقدار الوقت الذي انقضى خلال فترات تتراوح من 3 ثوانٍ إلى 65 ثانية.  أشارت النتائج إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قدروا مقدار الوقت الذي مر بشكل أكثر دقة من المرضى غير المصابين بالاكتئاب. الأشخاص غير المصابين بالاكتئاب بالغوا في تقدير مرور الوقت. تم افتراض أن هذا الاختلاف يرجع إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب ركزوا بشكل أقل على العوامل الخارجية التي قد تحرف حكمهم على الوقت. أطلق المؤلفون على هذه الظاهرة المفترضة اسم "الواقعية الاكتئابية". (journal.pone, 2013)

 

المراجع

Benjamin Radford، و Kendrick Frazier. (2017). Felt Time: The Psychology of How We Perceive Time. UK: library of congress cataloging-in-publication date .

Dan Falk. (January , 2013). Do Humans Have a Biological Stopwatch? تم الاسترداد من smithsonianmag: https://www.smithsonianmag.com/science-nature/do-humans-have-a-biological-stopwatch-164710819/?no-ist

journal.pone. (2013, August 21). Time perception and depressive realism: judgment type, psychophysical functions and bias. Retrieved from PLoS One: https://web.archive.org/web/20140214092825/http://www.plosone.org/article/info:doi/10.1371/journal.pone.0071585. ;

سيد محمد غنيم. (1 يوليو , 1977). مفهوم الزمن عند الطفل. مجالة عالم الفكر .

مسعودة عياد. (2007). اكتساب مفهومي الزمان والمكان وعالقته بظهور عسر القراءة لدى الطفل في المرحلة. الجزائر : جامعة قسنطينة.

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent