التقييم النفسي
تتنوع وتختلف المدارس النفسية وطريقة العلاج
النفسي ولاختيار العلاج المناسب وقبل أي اجراء يوضع كان لابد للتقييم ان يكون
الخطوة الأولى وفي هذا المقال حاولت التطرق إلى كيف بدا التقييم النفسي.
تاريخ التقييم النفسي؟
يُعتبر
بداية التقييم النفسي كممارسة نظامية وعلمية من القرن التاسع عشر، حيث بدأ العلماء
في تطوير الأساليب والأدوات لقياس العقل والسلوك البشري.
يعود
أصل التقييم النفسي إلى العديد من الفلسفات والنهج العلمية، وتطورت مع مرور الوقت
لتصبح منهجية ومتخصصة. تاريخياً، يمكن تتبع التقييم النفسي
إلى العديد من المفاهيم والمناهج القديمة مثل الفلسفة اليونانية ودراسات الأشخاص
الشهيرة في العصور الوسطى والعصور الحديثة. ومع تطور العلوم النفسية في القرن التاسع
عشر ، ظهرت العديد من النماذج والأساليب الحديثة للتقييم النفسي.
إن
مصطلح التقييم " يعني ان هناك طرقا عديدة لتقييم الفروق الفردية" يعد
الاختبار النفسي احدى هذه الطرق ولكن هناك أيضا المقابلات وملاحظات السلوك وتسجيل
الوظائف الفسيولوجية المختلفة.
وفي
السنوات الأخيرة, يبدو انه قد تم التمييز بين الاختبار والتقييم , حيث اصبح
التقييم هو المفهوم الاوسع.
ولكن فلنرجع قليلا للوراء حتى تتضح لدينا صورة عن
كيف بدا التقييم النفسي؟ في بداية الامر لم يكن يوجد التقييم النفسي كمصطلح
ولكن كان يوجد اختبارات نفسية تقيس جزء او اكثر من الوظائف العقلية ويتم تقييم
الحالة بناً على هذه الاختبارات.
في منتصف القرن التاسع عشر قدم العالم جالتون اول
اختبار وهو "صفارة جالتون" التي تقيم السمع ذو النغمات العالية كما
يعتبر فرانسيس جالتون اول عالم يقوم بدراسة الفروق الفردية, ولقد حاول قياس الذكاء
عن طريق بعض المهارات الحسية الحركية وتبين عدم وجود علاقة بين المهارات والذكاء
إلا انه لفت الأنظار إلى أهمية موضوع القياس النفسي
ظهر العديد من العلماء الذين وضعوا اختبارات تهدف
للقياس الحالة العقلية والمرض العقلية ومنهم العالمان جين اسكيرول والطبيب الفرنسي
ادوارد سيجون اللذان اهتما بدراسة الضعف العقلي والمرض العقلي وفي أمريكا بينما يعد كاتل (1860 –
1944) اول من صاغ تعبير الاختبار النفسي mental test لأول مرة, وكانت اختبارات كاتل تدور حول التذكر
والتخيل وقوة البصر والسع وإدراك الوقت والحساسية للالم وزمن الرجع ومنهم
الكثير إلى ان ظهر العالم الفرد بينيه في بدايات القرن العشرين
في بدايات القرن العشرين ظهر العالم الفرد بينيه
(1857 – 1911)
وقد ظهر اول اختبار ذكاء في عام 1905 وهدفة كان
تحديد المستويات العقلية المختلفة وعن طريق هذا المقياس يمكن التمييز بين الشخص
العادي وضعيف العقل
وهذا الاختبار قد طبق في باريس تحت اشراف العالم
بينية , وتم تطبيق الاختبار في المدن الاوربية الأخرى وانتقل إلى أمريكا بواسطة
العالم جودارد coddard
اول
من اعد هذا الاختبار للاستخدام في الولايات المتحدة.
وهناك أيضا اختبار صمم خصيصا لقياس الذكاء وهو
اختبار ديفيد وكسلر للذكاء هو اختبار يقيس ذكاء للأطفال + الراشدين ويتضمن قسمين
اللفظي والعملي
باتَ اختبار وكسلر يستخدم جنبا إلى جنب مع
اختبارات آخري لتقييم المرضى الذين يعانون من حالات مثل الفصام والاضطرابات
المختلفة وهنا تم استخدام اختبار الذكاء بشكل أساسي كأداة يمكن للطبيب من خلالها
فحص العمليات المعرفية المختلفة فحص العمليات المختلفة والتي على أساسها يمكن
التوصل إلى استنتاجات حول الحالة السريرية للمريض.
صَار اختبار الذكاء أداة تقييم مستخدمة على نطاق
واسع في البيئات التعليمية والصنعية والعسكرية والسريرية.
ظهرت بعد ذلك العديد من الاختبارات مثل اختبارات
الأداء ( وهذه الاختبارات الادائية تقيس الذكاء من يعانون من صعوبات في النطق او
السمع او من لايستطيع التعامل مع اللغة او الأرقام ) واختبارات الاستعداد( واختبار
الاستعداد تختلف عن اختبار الذكاء في انها تدف إلى قياس قدرة الفرد على أداء عمل
من نوعية معينة مثل الاستعداد الميكانيكي والكتابي والموسيقئ ) واختبارات الشخصية
( التوصل إلى معرفة السمات العميقة للشخصية ويعد العالم ودروث اول من اعد اختبار
لقياس الشخصية عام 1919 في تحديد الأشخاص الذين يتسمون بصفات شخصية غير سوية )
ظهور التقييم النفسي السلوكي
مع إبتدَاء العلاج السلوكي بدأت استراتيجيات
التقييم النفسي السلوكي في الازدهار, كان الهدف الأساسي من التقييم هو القياس الكمي
فعند مريض مصاب برهاب تجاه شي ما مثل القطط او
الظلام...إلخ
يتم
ملاحظة مدى اقتراب المريض من الجسم الرهابي "الجسم
الرهابي للشخص الذي يعاني من الرهاب تجاه شي ما" (الأفعال السلوكية
) وكيف يزداد نبض قلبة ( التقييم الفسيولوجي ) مع اقترابه. بالإضافة إلى ذلك تم
قياس ادراك المريض (التقرير الذاتي) من خلال جعلة يقيم مستوى الخوف من 1 إلى 10
نقاط , وهكذا تم إنشاء ثالوث التقييم السلوكي الذي يتكون من أنظمة حركية
وفسيولوجية وأنظمة تقرير ذاتي .
وفي عام 1968 تم تطوير عدد من خطط التقييم
الشاملة لتسهيل عميلة التقييم السلوكي، وقد حدد ( 1968 ) ثلاث مراحل للتقييم:
في المرحلة الأولى, يحدد الطبيب السلوكيات غير
التكيفية والظروف السابقة التي تحافظ عليه ( وتتم هذه الخطوة من خلال المقابلات
والملاحظة والتقرير الذاتي )
المرحلة الثانية, اختيار استراتيجيات العلاج
المناسب وتقييم فعاليتها واتخاذ بشان موعد إنهاء تطبيقها
المرحلة الثالثة, تتم فيها المتابعة الدقيقة
لنتائج العلاج
ظهور التقييم النفسي العصبي
يُجرى
التقييم النفسي العصبي تقليديًا لاختبار مدى ضعف مهارة معينة ما ولمحاولة تحديد
الباحة الدماغية التي تضررت بعد أذية دماغية أو مرض عصبي.
مع ظهور علم النفس العصبي ظهر التقييم النفسي
العصبي ففي
نهاية القرن التاسع عشر، فسر الأطباء الأوروبيون العلاقات الدماغية السلوكية عن
طريق ملاحظة المتلازمات السلوكية التي ارتبطت بسوء وظيفة بؤرية في الدماغ.
(خلال في الدماغ او أجزاء منه كان سبب تصرفات
سلوكية او معرفية)
ظهور العديد من التقييمات النفسية
مثل التقييم النفسي لكبار السن والتقييم النفسي للأطفال والتقييم النفسي للأقليات
العرقية وتقييمات التوجيه المهني....
اما بالنسبة للمقابلة
فبدأت المقابلة كمحادثة غير منظمة مع المريض وذلك
للحصول على التاريخ, وتقييم بنية الشخصية وديناميكياتها.
إن المقابلات الان تختلف تماما عن المقابلات التي
كنت تجري في الماضي بشكل فضفاض، "حرة" وشبيه بالمحادثات (Hassett, 1998)[1]
وكل ذلك اختلف فما كان قديما يستخدم
قد تم التعديل عليه او الإضافة او دمجة وقد تنوعت المقابلات لتصبح متنوعة تبع
لحالة المريض والاخصائي الذي يشرف علية, بالإضافة لتنوع الاختبارات النفسية
والمقاييس وظهور نماذج عديدة للتقييم النفسي.
في الوقت الحالي، هناك العديد من المؤسسات والجمعيات النفسية
والعلمية المختصة بتطوير وتوجيه عمليات التقييم النفسي، مثل الجمعية الأمريكية
للنفس (APA) والجمعية البريطانية
للنفس (BPS)، التي تقدم المعايير
والإرشادات لعمليات التقييم النفسي وتساهم في تطويرها وتحسينها.
التقييم النفسي؟
التقييم
النفسي هو عملية تقييم الصحة العقلية للفرد والأداء السلوكي من خلال استخدام
الاختبارات القياسية والملاحظات وغيرها من الأساليب. يتم إجراؤه عادةً بواسطة
أخصائي الصحة العقلية، يستخدم لتشخيص حالات الصحة العقلية وتحديد خيارات العلاج
المناسبة وقياس التقدم في العلاج.
يمر التقييم النفسي بالعديد من
العمليات الرئيسية وهي:
المقابلة
مصدر الحالة
تاريخ الحالة
الملاحظات السلوكية
اختيار الاختبارات الملائمة
تطبيق الاختبارات وتصحيحها وتفسير نتائجها
كتابة التقرير
تظل
المقابلة السريرية هي الأساس للعديد من التقييمات النفسية والعصبية. قد تكون
المقابلات منظمة أو شبه منظمة أو مفتوحة بطبيعتها، ولكن هدف المقابلة يظل ثابتًا -
تحديد طبيعة المشكلات التي يعرضها العميل، والحصول على معلومات تاريخية
مباشرة من الشخص الذي يتم فحصه ، واستكشاف المتغيرات التاريخية التي قد تكون
أن تكون ذات صلة بالشكاوى المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح عنصر المقابلة في عملية
التقييم بالملاحظات السلوكية التي قد تكون مفيدة في وصف العميل. واستنادًا إلى
المعلومات والملاحظات التي تم الحصول عليها في المقابلة، يمكن اختيار أدوات
التقييم، التي قد تساعد الطبيب في الوصول إلى التشخيص.
من الناحية النظرية، تستكشف المقابلات السريرية
الشكوى (الشكاوى) المقدمة (أي سؤال الإحالة[2])، وتفيد
في فهم تاريخ الحالة، وتساعد في تطوير الفرضيات التي سيتم فحصها ، وتساعد في تحديد
الاختبار الذي سيوضع له.
ومن المهم أن نلاحظ أن اختيار الاختبارات
المناسبة يتطلب فهم الظروف المحددة للفرد الذي يتم تقييمه، والتي تقع ضمن نطاق
الحكم السريري.
قد يتضمن هذا الاختبار النفسي الرسمي إجراء مقابلات واستبيانات واستطلاعات أو اختبارات موحدة، والتي تقدم معلومات للرد على سؤال الإحالة. ومن ثم، تعمل التقييمات على الرد على الافتراضات التي وضعها الاخصائي.
المراجع:
ربيع,
محمد شحاته. 2004. تاريخ علم النفس ومدارسة. القاهرة: دار غريب.
الزهراني, سعيد. 1441. الفحص والتقييم النفسي. الرياض:المركز
الوطني لتعزيز الصحة النفسية
Psychological
assessment. UK: Elsevier Science. Goldstein, Gerald & Hersen, Michel(2000)