اخرج من الروتين

هل تعيش في روتين؟

تقوم كل يوم بعمل نفس كل الأشياء بنفس الروتين، نفس الإفطار، نفس الطريق كل يوم، تشتري نفس الأشياء، تلبس نفس اللبس او تفكر نفس الطريقة.

أنت لا تعيش يومك… بل تعيش روتينك.

ولأنك تعيش في روتين تقوم حواسك الخمسة كل يوم بتسجيل نفس الأشياء التي سجلتها بالأمس نفس المشاهد نفس المشاعر نفس الروائح نفس الأصوات نفس المذاقات

تصبح الحياة نسخة مستنسخة من الأمس، ومع كل تكرار يتكون نوع من الجمود.

مثال: تستيقظ، تمسك هاتفك قبل حتى ما تفتح عينك تمام… تمرّ على نفس ثلاث تطبيقات: واتساب، إنستغرام، سناب.

تفطر شيء سريع ما تفكر فيه—مو لأنك تحبه، بل لأنه أسهل.

تسلك الطريق ذاته للعمل، تسمع نفس البودكاست أو نفس الأغاني ثم ترجع البيت، تتعشى الشيء المعتاد، تفتح الجوال … ثم تنام.

هنا دماغك يتوقف عن اكتشاف أي جديد؛ ما في محفّزات مختلفة تشغل مناطق الانتباه والتعلّم، حواسك تسجل نفس المدخلات يوميًا، كأنك تشاهد إعادة لنفس الحلقة، وتنخفض المرونة النفسية

لفكّ هذا الروتين، كان هناك رجل يُدعى أندريه—لا نعرف إن كان حقيقياً أم لا— لكن هذا الشخص كان يفرض على نفسه قراءة كتاب واحد كل شهر في موضوع لا يثير اهتمامه إطلاقاً.

ولكسر الرتابة، يمكنك القيام مثله او ان تفعل أشياء بسيطة

يمكنك اتباع عدة أساليب لتجنب الشعور بالرتابة اليومية، منها:

جرب أشياء جديدة

استمع إلى محطة إذاعية لم يسبق أن سمعتها.
تعلم شيئاً بلا فائدة مباشرة—مثل اللاتينية.
اطلب طبقًا من المطعم دون أن تعرف ماذا سيكون أمامك.
مر على الإعلانات المبوبة، فقط لترى حياةً أخرى تتحرك على الورق.
افتح كتاب أطفال… ستدهشك البساطة التي لا يستطيع الكبار الوصول إليها.
اشتري مجلة لا تعرف عنها شيئًا.
ابحي عن موضوع في الإنترنت تعتقدين أنه “لن يعجبك”… ودعيه يفاجئك.
شاهدي مسرحية أو فيلمًا خارج ذائقتك تمامًا.

بالطبع أنا لا أقول بأن تفعل جميع هذه الأمور لكن من فضلك افعل شيئا اليوم شيئا مختلفا شيئا سيحرك في اتجاه مختلف شيئا سيخرجك من روتينك

قال "لويس لامور" إذا كنت ترغب في أن تصبح مبدعا فاذهب حيث تقودك أسئلتك افعل أشياء تمتلك مجموعة متنوعة من التجارب

ولكن لماذا هذا كله لماذا نحن نخرج من الروتين لماذا لا نبقى في الروتين؟

وهذا هو السؤال الجوهري والإجابة عليه تكمن في توسيع العقل وتجديد التجربة الإنسانية.

البقاء في الروتين يجعل عقلك يعيش على "أرشيف يومي" من التجارب المكررة، حيث تتكون أفكارك ومشاعرك من نفس البيانات، ويصبح الإبداع محصورًا فيما تعرفه مسبقًا. عندما تخرج من الروتين، فإنك:

تغذي الدماغ بتجارب جديدة: كل تجربة جديدة، حتى البسيطة، تضيف "خلايا معلوماتية" جديدة للعقل، مما يعزز القدرة على التفكير النقدي والإبداعي.

تكسر أنماط التفكير الجامدة: الروتين يخلق نمطًا ثابتًا في التفكير، والخروج منه يجبرك على النظر للأشياء من زوايا مختلفة، وبالتالي تطوير حلول مبتكرة.

تزيد من وعيك الحسي والعاطفي: مواجهة تجارب غير مألوفة تجعل حواسك أكثر يقظة، ومشاعرك أكثر تنوعًا، وتجعلك أكثر حضورًا في اللحظة الحالية.

تحميك من الملل والجمود النفسي: الروتين المستمر يمكن أن يؤدي للشعور بالرتابة وفقدان الحافز، بينما التجارب الجديدة تمنح شعورًا بالإنجاز والتحفيز.

لذلك، اسأل نفسك الآن: ما الشيء الصغير الذي سأفعله اليوم لأخرج به من روتيني؟
لا يجب أن يكون كبيرًا أو معقدًا، مجرد خطوة صغيرة، تجربة جديدة، أو زاوية مختلفة. كل مرة تفعل فيها شيئًا غير مألوف، أنت توسع حدودك، تفتح ذهنك، وتعيد لنفسك القدرة على الإبداع والحياة الواعية. اجعل اليوم هو اليوم الذي تبدأ فيه الخروج من الروتين—حتى لو كانت خطوة واحدة صغيرة، فهي البداية الحقيقية للتغيير.

المراجع

جاك فوستر. (2019). كيف تحصل على أفكار (ترجمة مكتبة جرير). جرير

فريد، سها . (13، أغسطس، 2021). 19 خطوة تساعدك على التخلص من الرتابة والملل اليومي. الجزيرة. https://www.aljazeera.net/