التعامل مع القلق: ثلاث خطوات عملية

وفاء عبدالله
الصفحة الرئيسية

 

التعامل مع القلق: ثلاث خطوات عملية

التعامل مع القلق: ثلاث خطوات عملية


القلق حالة نفسية مرهقة تستنزف طاقة الفرد، وتعيق صفاء تفكيره وقدرته على اتخاذ القرارات السليمة. قدم ديل كارنيجي في كتابة الشهير "كيف تتخلص من القلق وتبدأ حياة جديدة" ثلاث خطوات جوهرية تساعد الإنسان على مواجهة القلق بدل أن يبقى أسيرًا له. وهذه الخطوات كانت في الأصل استراتيجية ابتكرها المهندس العبقري ويليس هـ. كاريير، رائد صناعة تكييف الهواء ومؤسس شركة "كاريير" العالمية في ولاية نيويورك، للتغلب على القلق وإدارة الضغوط. وقد قام كارنيجي فيما بعد بتوثيق هذه التجربة في كتابه، ليحولها من خبرة شخصية إلى منهج عملي يمكن لأي إنسان الاستفادة منه في حياته اليومية.

ثلاث خطوات عملية

أولاً: تحليل الموقف

الخطوة الأولى تقتضي أن يواجه الإنسان الموقف القلِق بصدق وموضوعية، مع تنحية الانفعالات جانبًا. فبدلًا من أن يستسلم للمشاعر السلبية، يجلس ويسأل نفسه: "ما الذي يحدث فعلًا؟".

مثال: موظف تأخر في تسليم تقرير مهم. بدلًا من الغرق في مشاعر القلق والغضب من نفسه، يبدأ بتحليل الموقف: "لقد تأخرت في تسليم التقرير يومين، والمدير طلبه بشكل عاجل. هذا هو الموقف كما هو، دون تهويل"

ثانيًا: تقبّل أسوأ الاحتمالات

بعد أن يتضح الموقف، تأتي المرحلة الثانية: مواجهة أسوأ ما يمكن أن يحدث والاستعداد لتقبّله. قد يبدو ذلك متشائمًا، لكنه في الحقيقة يخفف من وطأة القلق.

مثال: الموظف يسأل نفسه: "ما أسوأ ما قد يحدث بسبب تأخري؟" ربما يغضب المدير، أو يتلقى إنذارًا، أو يؤثر ذلك على تقييمه السنوي. حين يتقبل هذا الاحتمال في ذهنه، يكتشف أن الأمر ليس نهاية العالم، وأنه قادر على التعايش حتى مع أسوأ نتيجة ممكنة.

ثالثًا: العمل على تحسين الوضع

بعد قبول الأسوأ، يصبح العقل أكثر هدوءًا وجاهزية للعمل. هنا تبدأ الخطوة الثالثة: تكريس الجهد لتحسين الموقف وتخفيف آثاره السلبية.

مثال: الموظف يتواصل مع مديره مباشرة ليشرح الموقف، ويقدّم التقرير بسرعة مع إضافة بيانات إضافية تُظهر جهده، وربما يقترح خطة لتجنّب التأخير مستقبلًا. وبهذا يحوّل الموقف من مصدر قلق إلى فرصة لإثبات مسؤوليته.

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent