في عام 1890م ولدت بورغيلد دال في
مينيابولس بولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية لوالدين في الأصل نروجييَن
هما بيدير دال وإنغيبورغ هوجست وهاجرا إلى الولايات المتحدة عام 1880 واستقراء في مينيابولس.
(دال،2017)
أنجبا ثماني أطفال وكان ترتيب بورغيلد
دال الخامسة بين أشقائها، وكانت هي الوحيدة من بين أشقائها من عانت بضعف شديد
في الرؤية ورغم ذلك كان لديها رغبة قوية في المشاركة في الحياة اليومية ومن خلال
إصرارها ومثابرتها نجحت في ذلك.
"لم يكن لدي سوى عين واحدة، وكانت مغطاة بندوب كثيفة لدرجة أنني اضطررت
إلى الرؤية من خلال فتحة صغيرة واحدة في العين اليسرى. لم أستطع رؤية الكتاب إلا بحمله
بالقرب من وجهي وبشد عيني قدر استطاعتي إلى اليسار."
Photo: Geni.com Borghild Margrethe Dahl. |
رفضت والدتها أن تُشفق عليها أو أن تُعتبر
"مختلفة" عندما كانت طفلة، ومن خلال دعم والدتها لها وتشجيعها المستمر تعلمت
الاعتماد على نفسها، وعلّمتها أداء الأعمال المنزلية، إلى جانب القراءة والكتابة، وكل ذلك
بما يتناسب مع سنها وقدرتها على العمل والدراسة. تعلمت بورغيلد أيضًا العزف على البيانو،
وأبهر أداؤها لمقطوعة "حلم ليلة منتصف الصيف" لمندلسون معلميها وزملاءها،
وفي المرحلة الثانوية درست اللغة الفرنسية والألمانية واللاتينية.
التحقت بورغيلد دال بالجامعة ونالت درجة البكالوريوس
من جامعة مينيسوتا عام 1912. خلال الفترة من 1912 إلى 1922، عملت في التدريس بعدة مدارس
ثانوية في الغرب الأوسط الأمريكي. ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا عام
1923. بدأت مسيرتها التدريسية في قرية توين فالي الصغيرة بولاية مينيسوتا، واستمرت
حتى أصبحت أستاذة للصحافة والأدب في كلية أوغستانا بسيوكس فولز، ولاية ساوث داكوتا،
حيث عملت لمدة 13 عامًا. إلى جانب التدريس، ألقت محاضرات في نوادي النساء وبرامج إذاعية
عن الكتب والمؤلفين. وعن تجربتها الشخصية قالت: "كان يسكنني دائمًا خوف من العمى
التام، وللتغلب على هذا الخوف، اتخذت موقفًا مرحًا، بل ومضحكًا، تجاه الحياة.( Norma&2017
,jill)
في عام 1924، أصبحت أول امرأة من خارج النرويج
تُختار كأكاديمية نرويجية في جامعة أوسلو. نُشر كتابها الأول، "لمحات من النرويج"،
بإصدار خاص عام 1935، وتلاه العديد من الأعمال التي استهدفت الشباب، إضافة إلى مؤلفات
للأطفال الصغار (Norma&2017 ,jill)
تعكس مسيرتها التعليمية تنوع اهتماماتها وجرأتها
في اقتحام ميادين صعبة آنذاك فقد درست اللغة الفرنسية والألمانية واللاتينية، ثم الإنجليزية
القديمة والوسطى، وأخيرًا اللغة النرويجية، بالإضافة إلى شهاداتها العلمية وأدائها
عملها بإخلاص رغم إعاقتها البصرية، قائلة: "إن كل عمل مخلص هو عمل يستحق الجهد،
وله أن يكون موضع إجلال إذا ما بذلت أفضل ما لديك في تأديته." هذه الكلمات تجسد
فلسفتها في الحياة، إذ لم تعتبر الإعاقة قيدًا، بل دافعًا للبحث عن معنى أعمق للإنجاز.
توفيت بورغيلد دال في 20 فبراير 1984، بعد
أن أصبحت رمزًا للإرادة الصلبة، تذكرنا بأن العطاء لا تحده العاهات، وأن الإنسان قادر
على تحويل محنته إلى منارة يهتدي بها الآخرون. من مؤلفاتها:
Stowaway
to America
Homecoming
This
Precious Year
I
Wanted To See
المراجع
دال، بورغيلد
دال. (2017). أردت أن أرى (ساجد العبدلي،
مترجم). دار شفق للنشر والتوزيع [العمل الأصلي نشر في 1944].
Norma Kjenstad Barnes & Jill Beatty. (2017).
Norwegian & American Women of Distinction: Borghild Margrethe Dahl. The Norwegian
American women. https://www.norwegianamerican.com