كيف تفهم كل شخص تلتقيه

وفاء عبدالله
الصفحة الرئيسية

 

                          كيف تفهم كل شخص تلتقيه

كيف تفهم كل شخص تلتقيه




كيف تفهم كل شخص تلتقيه

في حياتنا اليومية، نلتقي بالعديد من الأشخاص المختلفين، ولكل منهم شخصية فريدة وتوجهات مختلفة. القدرة على فهم هذه الشخصيات والتفاعل معها بشكل فعّال يمكن أن يكون مهارة حيوية تساعدنا في بناء علاقات قوية وتحقيق النجاح في العمل والحياة الشخصية. في هذا المقال، سنستعرض بعض النماذج والنظريات التي يمكن أن تساعدك في فهم كل شخص تلتقيه.

مؤشر مايرز بريجز للأنماط الشخصية (MBTI)

تم تطويره بواسطة كاثرين كوك بريغز وابنتها إيزابيل بريغز مايرز في منتصف القرن العشرين. كانت البداية في حوالي عام 1943 عندما بدأت إيزابيل مايرز في العمل على تطوير المؤشر استنادًا إلى نظرية الأنماط النفسية التي وضعها عالم النفس السويسري كارل يونغ في كتابه "الأنماط النفسية" الصادر عام 1921.

أُنشئ المؤشر بهدف مساعدة الأفراد على فهم أنفسهم والآخرين بشكل أفضل من خلال تصنيف الشخصيات إلى 16 نوعًا مختلفًا بناءً على تفضيلاتهم في أربعة أبعاد رئيسية: الانبساطية مقابل الانطوائية، الاستشعار مقابل الحدس، التفكير مقابل الشعور، والحكم مقابل الإدراك.

تم تصميم MBTI ليكون أداة عملية يمكن استخدامها في تطوير الذات، والتوجيه المهني، وتحسين التفاعل بين الأفراد في مختلف جوانب الحياة. إيزابيل بريغز مايرز كانت تسعى إلى تمكين الأفراد من فهم تنوع الشخصيات البشرية وتقديرها، وتعزيز التعاون والتفاهم بينهم.

مؤشر مايرز بريجز للأنماط الشخصية (MBTI) هو أحد أكثر الأدوات استخدامًا لفهم شخصيات الآخرين. يُقسّم الأشخاص إلى 16 نوعًا من الشخصيات بناءً على أربع فئات رئيسية:

الانبساط/الانطواء (E/I): يحدد كيف يستمد الناس طاقتهم؛ إما من التفاعل مع الآخرين (الانبساط) أو من الانعزال والتفكير الداخلي (الانطواء).

الاستشعار/الحدس (S/N): يعكس كيفية معالجة المعلومات؛ إما بالاعتماد على الحقائق والتفاصيل (الاستشعار) أو بالتركيز على الأفكار الكبيرة والإمكانيات المستقبلية (الحدس).

التفكير/الشعور (T/F): يتعلق بكيفية اتخاذ القرارات؛ إما بناءً على المنطق والحقائق (التفكير) أو بناءً على القيم والمشاعر (الشعور).

الحكم/الإدراك (J/P): يحدد كيف يتعامل الشخص مع العالم الخارجي؛ إما من خلال التنظيم والتخطيط (الحكم) أو من خلال التكيف والمرونة (الإدراك).


نظرية العوامل الخمسة الكبرى للشخصية (OCEAN)

هذه النظرية وضعت أساسًا في منتصف القرن العشرين من قبل العديد من الباحثين الذين عملوا بشكل مستقل، بما في ذلك غوردون ألبورت وريموند كاتل وهانز آيزنك. ومع ذلك، التشكيل النهائي للنظرية وتطويرها كنموذج للعوامل الخمسة تم بواسطة علماء النفس الأمريكيين بول كوستا وروبرت مكراي في الثمانينات.

وضعت النظرية بهدف تقديم نموذج شامل ومبسط لفهم الشخصية الإنسانية. اعتمد الباحثون في تطوير هذه النظرية على التحليل الإحصائي للصفات الشخصية، حيث حاولوا تحديد الأنماط الأكثر انتشارًا واستقرارًا عبر مختلف الثقافات. من خلال هذه النظرية، يمكن فهم الشخصية بشكل أفضل، ما يسهل تطبيقها في مجالات متعددة مثل التوجيه المهني، والعلاج النفسي، والتفاعل الاجتماعي

نظرية العوامل الخمسة الكبرى للشخصية تُعد من أهم النظريات التي تشرح سمات الشخصية من خلال خمسة أبعاد رئيسية:

الانفتاح (Openness): يُشير إلى مدى تقبل الشخص للأفكار الجديدة والتجارب غير التقليدية.

الضمير (Conscientiousness): يعكس مستوى التنظيم والمسؤولية والانضباط الذاتي لدى الفرد.

الانبساط (Extraversion): يعكس مدى التفاعل الاجتماعي والحيوية والطاقة.

الموافقة (Agreeableness): يتعلق بمدى التعاطف والثقة والود في التعامل مع الآخرين.

العصابية (Neuroticism): يُشير إلى مدى استقرار الشخص العاطفي وميله للقلق والتوتر.

هذه الأبعاد الخمسة تساعد في تكوين فهم شامل لشخصية الفرد وتفسير سلوكياته في المواقف المختلفة.

 

نظام تقييم الشخصية DISC

تم تطوير هذا النظام من قبل عالم النفس الأمريكي ويليام مارستون في عام 1928. مارستون، الذي كان أيضًا مؤلفًا ومحاميًا، قدم هذه النظرية في كتابه "العواطف البشرية وكيفية التعبير عنها". كان هدفه من تطوير هذا النظام هو فهم كيفية تأثير العواطف على السلوك البشري، وتوفير أداة يمكن أن تساعد في تحليل الشخصيات بطريقة سهلة وبسيطة.

مارستون كان مهتمًا بتفسير كيفية تفاعل الناس مع بيئتهم وكيف يتواصلون مع الآخرين. نظام DISC لا يركز على قياس الشخصية بقدر ما يركز على أنماط السلوك، وهو ما جعله مفيدًا في مجالات مثل الأعمال التجارية، وتطوير القيادة، والتواصل الشخصي.

نظام DISC هو نموذج آخر يساعد في تحليل سلوك الأفراد وتصنيفهم إلى أربعة أنماط رئيسية:

السيطرة (Dominance): هؤلاء الأشخاص يفضلون السيطرة على الأمور ويحبون تحقيق النتائج. يتسمون بالحزم والقدرة على اتخاذ القرارات بسرعة.

التأثير (Influence): يتمتعون بمهارات تواصل عالية ويحبون التفاعل مع الآخرين. هؤلاء الأشخاص يميلون إلى التأثير في البيئة المحيطة بهم وإلهام الآخرين.

الثبات (Steadiness): يتميزون بالاستقرار والهدوء والتعاون. يفضلون العمل في بيئة متماسكة ومستقرة.

الضمير (Conscientiousness): هؤلاء الأشخاص يهتمون بالتفاصيل والدقة. يفضلون العمل وفق معايير محددة ويبحثون دائمًا عن الكمال في الأداء.

 

فهم الشخصيات المختلفة ليس مجرد مهارة يمكن أن تساعدك في التواصل مع الآخرين، بل هو فن يحتاج إلى دراسة وتطبيق. من خلال استخدام نماذج مثل MBTI، نظرية العوامل الخمسة الكبرى، ونظام DISC، يمكنك أن تطور فهمًا أعمق لشخصيات من حولك وتحقق نجاحًا أكبر في بناء علاقات قوية ومثمرة. في النهاية، الفهم الجيد للشخصيات يساعد في تقليل الصراعات وزيادة التعاون والإنتاجية في مختلف جوانب الحياة.




google-playkhamsatmostaqltradent